مضت أعوام يا أمي
و أنا أكبر و لم أكبر
لا زلت في حنانك أُبحر
سفينة ترتاد مياه بحرها الأكبر
مضت أعوام يا أمي
أفتقد ضفائر شعري الأشقر
و حبات قطعة السكر
أنا أُبحر
إليك
أنا أكتب
إليك
بين صفحات الدفتر
أبحث عني
عن طفولةٍ
غطتها سنين العمر
طفولة
مع أبناء حارتنا
جدرانٌ ملأناها
من خرابيش كتاباتنا
قططٍ كسولات
تنام على مشارفنا
و براعم ياسمين بيضاء
على شُباك جارتنا
...
في رحاب بيتنا القديم
أين طفولتي فيه؟
أُجرجر ذيل قطتي
و أنتشل ريش الببغاء
عصفور على ستائرنا
يداعب أصابعنا
يشدو على مسامعنا
أغنية أنا أكبر
أركض لأمسك به
فأتعثر
أصبر
علني أنجح مرةً
رغم الفشل
مائة مرة
...
مضت أعوام يا أمي
أين الماضي
و أين نعماه؟
أين طفولة قضيناها
في منزلنا
في زواياه
طفولتي
يا حلماً رسمناه
يا شعراً كتبناه
على حدقات أعيننا
...
الآن
أقلامي بيدي تضجر
مقاعدي تضجر
أشبه بعصافير
تبحث عن بيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق