الجمعة، 22 نوفمبر 2013

نسيتُ أن أَنسى ~


على مشارف ذاكرتي
أرتشي كوب النسيان 
جرعة تتلوها أخرى
الخمسة ..العشرة..المائة..الألف
عند شروق الشمس و غروبها
لكن ذاكرتي بمناعة ضد النسيان
كومة من الذكريات
تقطن الذاكرة
لها آسرة
لا ترحل .. لا تمحى
....
منذ الرحيل لم أنسى شيء
لم أنسى أن أسهر
لم أنسى أن أنتظر
لم أنسى موعد التحديق للقمر
كل ليلة
لم أنسى تلك الدقائق
التي أشعلت بفكري الحرائق
لكني نسيت أن أنسى 
نعم نسيت أن أنسى !
....
أشتهي النسيان
أعرف أنه مُحالٌ..مُحال
أن الذكرى لا تموت مُحال
لكني أشتهي !
في كل مرة يولد في قلبي نسيان 
تولد ذكريات في ذاكرتي من جديد
لذلك وضعت دفتراً أسود
لأكتب فيه حين أنسى
إلى الآن لم أخط به حرفاً !
لأني نسيت أن أنسى !
....
حتى النوم غدر بي
لم يعد مفر من زمجزة الذكرى
بل أصبح مولداً لها
حين ينجذب رأسي لوسادتي
تُشرِّع الذكرى أبوابها
أدخل لتلك المدينة
 صوت الذكرى يدوي بها
غزاها فيضان مشاعر
غارقة هي تلك المدينة .. غارقة
و غرقت أنا بها
لا منجد و لا يد تنتزعني
من كوابيس الذكرى
بعد أن كان السرير ملجأة راحة
تحول لكمين
أقع به ليصل لي العدو
للذكرى السخيفة
....
السرير ليس آمناً البتّا
لشخص ينشد النسيان 
يحدث أن تصحو و تكون وسادتك مبللة !
إذاً كنت تبكي و أنت مستغرق في سباتك
كيف!
ذلك أننا ننام و جرحنا يبقى مستيقظاً
لا ينام
النوم ما عاد فرصة للنسيان
فالذكريات تستلقي على سريري
....
ألا توجد محرقة للنسيان
مردم ذكريات
مقبرة حكايات
لأرمي بها كومة حماقاتي !
أو حتى أقراص تمحي الذكرى
في صيدلية أو مشفى 
أكره سخافاتي التي ترتاد ذاكرتي 
ذكائي !
ما هو إلا وليد لغباء سابق 
....
كم أخلصت للنسيان !
لكن ذاكرتي خانتني 
لم أعد أعرف وقع خطبها
يا نسيان
هات يدك
لنمشي سوياً
في مدن الذكرى
و ننفض منها غبار عكر
لتكون عبرة
و أُدندن [أنا بدي أنسى امبارح ]

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

هُنا وَ هنُاك


مساء الخير يا حلوة 
مساء صوت الغنوة
مساء الحب و النشوة
مساء يعزف لحن الشوق
على أوتاره العذبة
مساء البعد 
أنتي هناك
أنا هنا
لو أني أمحي حرف الكاف
لتأتي لي هنا
و أنثر أرضك صبوة
...
أجلس أمام البحر
على الشرفة
أرتشف بعضاً من القهوة
طعهما مر
بمرارة غيابك 
كحمامات الأحلام
و صباحات الأنسام
أود لقياك 
أبصر محياك
أقبل يداك
...
شوقي لرؤياك 
كإنتظار الصحاري للمطر
كإدمان العاشق للسهر
كحاجة ضليل لضوء القمر
و أكثر
متى اللقاء؟
أنا أنتظر 
أتسكع بين الزحام نهاراً
لعل حدقة عيني تلمح لك شبيه
من بين الأربعين
أو اشتم عطرك
أو يطرق مسمعي صوت يشبهك
...
و عند رحيل الشمس لمضجعها
 أفترش الرصيف العثر
و ألتحف رداء السماء 
أعزف الناي الحزين
يسمع الناس الأنين
ويح قلبي ويحه
لج به الحنين
يرتل اللحين الشجين
يجتاح قلبي بحر الشجون
يجتاح عقلي شاطئ الجنون
حتى أغمض جفني كيتيم
غزاه لأباه الحنين 
... 
خذيني معك
خذيني للأمان
خذيني للحنان
أسهر معك
أضحك معك
حتى و إن رحلتي
أرحل معك
خذيني قبل ذاك الزمان
لذاك المكان
حتى و إن فات الأوان
خذيني معك
فأنا كالظمآن 
أرتوي بك

#أمي 

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

وَ إن كان يعتَصرُ دماً


 دائماً تبتسمين فمتى تبكين ؟
........
عبارة قيلت لي مئات المرات
طرقت أذناي من القريب و البعيد
الصديق و العضيد
لم أُجب بكلمة
و لا بحرف يشفي غليلهم
دائماً ما كان جوابي الوحيد
الإبتسامة و المضي بهدوء !
تلك كانت كرسائل مُبهَمة
مبطَنة بألف معنى و مائة حكاية
....
أبتسم لأشعر أن قلبي لا زال ينبض حياة
أبتسم لأن لا ذنب لمن حولي بعواصفي
و لأن مجرد إبتسامة تكتب لي صدقة في صحيفتي
....
سمعت من معلمتي قبل سنوات حكمة
لم أكترث لها في آنها
و لم أتعمق في كلماتها
لم أحمل معناها على محمل الجد
كثيراً ما كنا أنا و زميلاتي نستهزئ بتلك الكلمات !
لصغر عقولنا حينها
لم ندرك عظيم حرفها
إلا الآن !
تلك احكمة كانت
[ ابتسم و إن كان قلبك يعتصر دماً ]
و لو كان قلبك يعتصر دماً
و لو كان قلبك يعتصر دماً !
....
نعم سأبتسم و لو كان قلبي يعتصر دماً
لا حاجة لإخفاء ملامحي خلف ستار العبوس
و لا حاجة لعقد حاجبي كغراب على بعد السماء
لا داعي لأن أزرع العثرات في نفوس نقية أقابلها
سأحفر حفرة أدفن فيها جبال العثرات و الآهات
ستكون أشبه بمقبرة مهجورة
سأنفض جسدي من غبار الزمن حتى لا يؤلمني
سأفقد ذاكرتي المكتظة حتى لا تقتلني
سأبتسم و أمضي فأنا بصلابة الحديد لاشيئ يهمني !
....
ابتسم و إن كان قلبك يعتصر دماً

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

أنتِي رَجل !


 أنتي رجل!
عفوا
هل يجب أن أسجن قدماي بحذاء ليعيرني طولاً
محدثةً صدى يرج الأرجاء
و أتمايل في خطواتي كالحورية
كي أكون أنثى!

هل يجب أن أسير في الطرقات و الممرات 
و أجرجر خلفي رائحة العطر و البخور على بعد ميل
و أملأ صحيفتي بذنب الزانية
كي أكون أنثى !

هل يجب أن أستعرض تفاصيل جسدي في زحامهم
أستبدل العباءة بالجينز
و أظهر مفاتني
كي أكون أنثى !

 هل يجب أبرز خصلات شعري بين العالم
و أضيف له لون أشقر أحمر أو بني
و أتركه يتطاير مع النسيم 
كي أكون أنثى !

هل يجب أن أستعرض صندوق مجوهراتي 
و ألوان الطيف السبع 
و أخطف بصر المبصر و الأعمى
كي أكون أنثى !

هل يجب أن أجهر بصوتي أمام الخلق
و أصرخ في مدينة الألعاب
أو أستهلك صوتي حين مشاهدة فيلم في السينما
كي أكون أنثى !

هل يجب أن أخاف عند لمح الحشرات
أبكي حين المشاجرات و النقاشات بأصوات متعالية
و يسري في جسمي كهرباء أثر كلمة من أحدهم
كي أكون أنثى !

هل يجيب أن أنتظر ذراع أحدهم لأحتمي به في البرد
أسهر أنتظر كلمة عاطفية 
و أشارك الجميع ضوء الشموع
كي أكون أنثى !

هل يجب أن أصمت في وجه الحق لأن لا يقال عني متطاولة
و أتبع أهوائهم بإنجراف مع التيار
و أكون الهادئة المطيعة الضعيفة
كي أكون أنثى !

إذا كانت الأنوثة كذلك فأنا مستغنية عنها حد الإكتفاء

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

عَامِي الجَديد لآ تخذلنِي ❤




 
انطوت صفحات ذاك العام

و انكشفت وريقات هذا العام
سنين العمر تمضي
تتسابق
نحو المجهول
تجري الأيام و كأن الأمس لم يكن 
لا يسعني أن أغمض أجفاني حتى أرى أن اليوم 
رحل
و أتمنى لو أن الغد هو أجمل
...
عامي الجديد أتى على غير عادته
أتى غريباً
أفتقد كل قديماً
أشيائي
أُناسي
و أفتقدني أنا !
أفتقد روحي كيف كانت حينها
أفتقد ضحكتي كيف كان صداها
أفتقد بسمتي كيف كان عبقها
عيناي كيف كان بريقها
و أفتقد إحساسي في كل ذلك !
...
سنيني المنطوية يؤسفني أن أودعها
أنين الحنين يعزف مقطوعته عليها
كل خطوة كانت أجمل
قلوبنا أنقى
أحلامنا أبسط
حكاوينا أبهى
...
عامي الجديد
أجهل ما بين طياتك 
أتمنى لو أنك تكون أجمل
لا تخذلني
لن أخذل أيامك
فكن جميلا أكن أجمل
...
ها هو قمر عامي الجديد 
يتزعم سماء مدينتي
يتربع في علاها
يتمتم لي بحنية
لما لا تقفلي كتاب عامك الماضي 
لما لا تصعدي معي للسماء !
رفرفي مع حمامات المساء
فحالك لا يطاق
فإلى عامك الجديد
أنا و أنتي في انطلاق