على مشارف
ذاكرتي
أرتشي كوب
النسيان
جرعة تتلوها
أخرى
الخمسة
..العشرة..المائة..الألف
عند شروق
الشمس و غروبها
لكن ذاكرتي
بمناعة ضد النسيان
كومة من
الذكريات
تقطن
الذاكرة
لها آسرة
لا ترحل ..
لا تمحى
....
منذ الرحيل
لم أنسى شيء
لم أنسى أن
أسهر
لم أنسى أن
أنتظر
لم أنسى
موعد التحديق للقمر
كل ليلة
لم أنسى تلك
الدقائق
التي أشعلت
بفكري الحرائق
لكني نسيت
أن أنسى
نعم نسيت أن
أنسى !
....
أشتهي
النسيان
أعرف أنه
مُحالٌ..مُحال
أن الذكرى
لا تموت مُحال
لكني أشتهي !
في كل مرة
يولد في قلبي نسيان
تولد ذكريات
في ذاكرتي من جديد
لذلك وضعت
دفتراً أسود
لأكتب فيه
حين أنسى
إلى الآن لم
أخط به حرفاً !
لأني نسيت
أن أنسى !
....
حتى النوم
غدر بي
لم يعد مفر
من زمجزة الذكرى
بل أصبح
مولداً لها
حين ينجذب
رأسي لوسادتي
تُشرِّع
الذكرى أبوابها
أدخل لتلك
المدينة
صوت
الذكرى يدوي بها
غزاها فيضان
مشاعر
غارقة هي
تلك المدينة .. غارقة
و غرقت أنا
بها
لا منجد و
لا يد تنتزعني
من كوابيس
الذكرى
بعد أن كان
السرير ملجأة راحة
تحول لكمين
أقع به ليصل
لي العدو
للذكرى
السخيفة
....
السرير ليس
آمناً البتّا
لشخص ينشد
النسيان
يحدث أن
تصحو و تكون وسادتك مبللة !
إذاً كنت
تبكي و أنت مستغرق في سباتك
كيف!
ذلك أننا
ننام و جرحنا يبقى مستيقظاً
لا ينام
النوم ما
عاد فرصة للنسيان
فالذكريات
تستلقي على سريري
....
ألا توجد
محرقة للنسيان
مردم ذكريات
مقبرة
حكايات
لأرمي بها
كومة حماقاتي !
أو حتى
أقراص تمحي الذكرى
في صيدلية
أو مشفى
أكره
سخافاتي التي ترتاد ذاكرتي
ذكائي !
ما هو إلا
وليد لغباء سابق
....
كم أخلصت
للنسيان !
لكن ذاكرتي
خانتني
لم أعد أعرف
وقع خطبها
يا نسيان
هات يدك
لنمشي سوياً
في مدن
الذكرى
و ننفض منها
غبار عكر
لتكون عبرة
و أُدندن [أنا
بدي أنسى امبارح ]