حَدثيني يَا
سَماءْ
عن سحاباتِ الأماني
عن قطرات العنانِ
عن براعم الوفاء
هل أزهرتْ؟
عن نفوسٍ شامخات
احتوت القمم ملاذ
حَدثيني يَا
سَماءْ
أين أرضٌ بلا قُضبان ؟
تصدح بها الأشجان
تنتشي بها الألوان
عن حياةٍ خارج الأكفان
أرضٌ تُفرش بالصفاء
بحرُها عنوان النقاء
و ياسمينها طوقٌ من سناء
حَدثيني يَا
سَماءْ
عن مدينةٍ لا تُصادر
فيها الأحلام
عن أحلامٍ بلا جُدران
مدينة الحب بها فضيلة
كـ كتابات نِزار
مدينة لا تحلق في سمائها
أمنية تسمى : نسيان
لا تسهر فيها عينان
من الوجدِ تدمعان
حَدثِيني يَا
سَماءْ
عن مدينةِ السَّلام
أَطير بها للأمانِي بأمان
أطمئن القلبَ الحيران
قبل أن يفوتَ الأوان
عن حكاياتٍ شرقية
ذِكراها لا تَنام
حَدثيني .. حَدثيني
دثرِيني .. دثريني
يا سماء
فأنا الآن
لم أَعُد كما كان
في ذاك الزمان
تخنقُني نسَمات ..ذكريات
..خُطوات
في ذاك المكَان
لا أسمع إلا صوتهم
لا أُبصر إلا طيفهم
و لا أشتم غير عطرهم
آهٍ يا ذاكَ الزمان
و ليتك ليتَك تعود الآن
و لا أكتب أنه قد : كان
حَدثيني ..علميني
طمئنيني يا سماء
هل من دَواء؟
يسلبُ مني خبثَ هذا
الداء؟!
يَا سَماءْ
سأخبرك بأني أُمقت هذا
الزمان
أمقت قلوبه الرذيلة
أمقت عقوله الأسيرة
و أي عقول يا سماء؟
لا عقول
غير تلك المريرة
تجعل من العرجاء كسيرة
و تقول عمياء و هي بصيرة
يَا سَماءْ
خذيني ..خذيني
حيث الرب
حيث الخلد و الجنان
للروح و الريحان
من دار فناء
لدار بقاء
خذيني من هذا الزمان
يا سماء خذيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق