الأحد، 29 ديسمبر 2013

ظَننتُ بأني خُلقت لأَكتُب ~




ظننت بأني خُلقت لأكتب فقط
لا يغريني في الحياة شيئاً كالكتابة
لا أبالغ إن قُلت أني أتنفس هواء عليلاً بها
 يجعلني أَسترد الحياة بجموح 
قرأت مرة أن الكُتب لا تولد الا مع الخيبات
خيبات القدر وحدها هي التي تدفعنا لأن نكتب
أعتقد أن الحياة قد وضعتني نصب عينيها
ربما حين أرحل من هذه الحياة لن تبقى إلا كلمات كتبتها هنا أو في مكان ما
و ما أبخس ثمنها
من المضحك أن أكون كتاب مفتوح أمام أعين أمة لا تقرأ
 لكن تُسمى أُمَّة اقرأ ! عجباً للتناقض
و من السخرية أن أكون ذات صوت عالي لواقع أصم
أُدرك أني ربما ألبس الحداد و إلى الأبد
لكن ليس حداد السواد
بل حداد القلوب
حداد المشاعر
أريد أن أغترب في مدينة بعيدة
بعيدة جداً
لا أعرف الوجوه التي بها و لا حتى الأصوات التي تصدح في أحيائها
لا أريد الهرب
كل ما اتوق له هو هواء مدينة أخرى لا تجمعني بالذكريات
لا شوارع تزين لي وجوههم
و لا حتى أسواق تصور لي بعضاً من هداياهم
أتوق لأن أتجرد من كل شيء من هذه المدينة
من كل شيء عدا ذكرى اللقاء الأول
على كل حال سأشقى بعضاً من الوقت لكن علي إما أن أشقى بها أو أشقى بعيداً عنها؟
سأختار أن أشقى بعيداً عنها على الأقل سأقطع وتيرة كل ما يشعرني بهم
يدعي ويليام جيمس بأن الألم مفتاح الإبداع و طريق العبقرية و لست أخالفه رأيه البتا لكن ربما يتفاقم الألم ليكون طاعناً ذات يوم ! من يدري بما يحمله القدر ؟
عندما يظهر فجأة أشخاص قديمون من الماضي
تعود شخصيتنا القديمة التي كنا نرتديها في ذلك الأمس البعيد ..
تضيء على ملامحنا ابتسامة نجهل معناها!
 ربما لأن شيئاً قديماً جعل الحياة تدب في داخلنا !
 أو أن بعضاً من المواقف ارتسمت في مخيلتنا ! أو .....
على أية حال لن نملك حينها لساناً يجعلنا نتفوه بما يرتد بداخلنا
تحل علينا معجزة تخرسنا تماماً !
البعض يكتفي بالصمت
أما أنا أثرثر مع حروفي
أحكي لها دوماً
عني و عنهم
إن سألوني يوماً *ماذا تحبين ؟
سأجيب -  حروفي
*و ماذا بعد ؟
-  قلمي
* و ماذا بعد ؟
- أوراقي
* و البشر ؟
- لا يوجد بشر
* أين هُم ؟
- لا أدري ربما انقرضوا مع الزمن أو ..... حلت عليهم لعنة " تشاكي " !!
مثخنة أنا كثيراً بأفكار سوداء
أكثر مما تتصور
قد يكون السبب أني أتجرع كأس الاحتضار

فمن يجتثني مما أنا عليه ؟!

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

حَدثيني يآ سَماء ~





حَدثيني يَا سَماءْ
عن سحاباتِ الأماني
عن قطرات العنانِ
عن براعم الوفاء
هل أزهرتْ؟
عن نفوسٍ شامخات
احتوت القمم ملاذ

حَدثيني يَا سَماءْ
أين أرضٌ بلا قُضبان ؟
تصدح بها الأشجان
تنتشي بها الألوان
عن حياةٍ خارج الأكفان
أرضٌ تُفرش بالصفاء
بحرُها عنوان النقاء
و ياسمينها طوقٌ من سناء

حَدثيني يَا سَماءْ
عن مدينةٍ لا تُصادر فيها الأحلام
عن أحلامٍ بلا جُدران
مدينة الحب بها فضيلة
كـ كتابات نِزار
مدينة لا تحلق في سمائها
أمنية تسمى : نسيان
لا تسهر فيها عينان
من الوجدِ تدمعان

حَدثِيني يَا سَماءْ
عن مدينةِ السَّلام
أَطير بها للأمانِي بأمان
أطمئن القلبَ الحيران
قبل أن يفوتَ الأوان
عن حكاياتٍ شرقية
ذِكراها لا تَنام

حَدثيني ..حَدثيني
دثرِيني .. دثريني
يا سماء
فأنا الآن
لم أَعُد كما كان
في ذاك الزمان
تخنقُني نسَمات ..ذكريات ..خُطوات
في ذاك المكَان
لا أسمع إلا صوتهم
لا أُبصر إلا طيفهم
و لا أشتم غير عطرهم

آهٍ يا ذاكَ الزمان
و ليتك ليتَك تعود الآن
و لا أكتب أنه قد : كان
حَدثيني ..علميني
طمئنيني يا سماء
هل من دَواء؟
يسلبُ مني خبثَ هذا الداء؟!

يَا سَماءْ
سأخبرك بأني أُمقت هذا الزمان
أمقت قلوبه الرذيلة
أمقت عقوله الأسيرة
و أي عقول يا سماء؟
لا عقول
غير تلك المريرة
تجعل من العرجاء كسيرة
و تقول عمياء و هي بصيرة

يَا سَماءْ
خذيني ..خذيني
حيث الرب
حيث الخلد و الجنان
للروح و الريحان
من دار فناء
لدار بقاء
خذيني من هذا الزمان
يا سماء خذيني 


الجمعة، 13 ديسمبر 2013

ربَّاه مَن أَكون ؟!



غداً ينتشي الطيف و الألوان
غداً سأرحل بلا إستئذان 
غداً سأكون في مكب النسيان
غداً سأستقر في عالم بلا خذلان 
........................................................

لذلك 
ادعي  سرا حين تغلق الأجفان
حين تغفو الأبدان
لم يتوقف لساني عن سرد دعواته لله
لم يتوقف ابدا
و لن يتوقف
ما زلت أحلم 
و ما زالت أحلامي بين السحاب
ستهطل و يبللني غيث الجنون
لن أخشى عليها 
من خيبات الزمان
أودعتها مع ربي في صحف السماء
فقط يقال لها كوني فتكون
و سأكون أنا كما أردت أن أكون
...
يا الله ..
أنت رفيقي صبحا و عشية
أنت وحدك تعلم ما في جوفي
أنت أعلم بنياتي 
بأمنياتي
الكون ليس ما ابصره في العينان
الكون ما لا أدركه بيد المنان
...
يالله ..
لولاك من أكون ؟
كيف أستدل مسلكي في العتمة؟
لمن أناجي و أشكي بجوف الليل؟
من يحميني من الضراء ؟
من يأخذ حقي إن وضعت رأسي ليلا و أنا أتألم من الظلم ؟
من يروي  ظمأ قلبي يا ربي ؟
غيرك يا رحمن
...
يالله ..
أعيش بين الأموات
أجهل صمتي من كلامي
أجهل يداً تصافحني و يداً تصفعني
أجهل من يهديني الورد و من يهديني الزند
أجهل وجهاً يتبسم حباً و وجهاً يتبسم مكراً 
واللهِ في هذا الزمان أعيش في متاهة
أنت حسبي
و أنت وكيلي
في دنياي
أنت الرحيم في شكواي 
امنحني الصبر و السلوان
يا رب أكتب لي خاتمة في بيتك ساجدة
و لا تتوفاني إلا و أنت راضٍ عني 

الخميس، 5 ديسمبر 2013

الآن حُلُّوا عني بعيداً ~








منذ قررت النسيان اجتاحني ألم لا أعرف مصدره
عرفت معنى قول نزار اقص جذور هواك من الأعماق
إذاً الألم ليس على ظاهرنا 
بل في أعماق أعماقنا
 في دواخلنا في عروقنا
 في أجسادنا الباليه
اشرس معركة خضتها في حياتي هي ضد النسيان !
كم كان عدوا عظيماً !
 مقاتلاً مسلولاً بشتى أنواع الأسلحة
قذائف رسائل 
متفجرات ذكريات
أما مسيل الدموع فهو زجاجة عطر وضعت في غرفتي
تلك الأسلحة هي أشد فتكاً من أسلحة إسرائيل !
....
 لم أنتصر بعد على النسيان
ما زلت أخوض معركة حامية
من ينتصر و يرفع الرايه !؟
ملوحاً بفخر لعظيم العمل
أنا ! 
أم النسيان  !
أم القدر !
كم كان الغياب كريما معي بكرم حاتم الطائي
أما الوصل فبخله من بخل الأرقط !
لذلك سألم متاعي
و أرحل للأماني الشاهقات
أرتدي ثوب النسيان
و تاج النسيان
و حذاء النسيان
....
اليوم أعلن نسيانك كما ينسى الرجال 
اليوم أعد وليمة للشعب أجمع على شرف نسيانك 
اليوم أنا لست أنا
أنا لست لك
 قلبي ينبض بحياه دونك
 روحي منتعشه دونك
 أنا أجمل  أنا أنقى
أنا أسعد
 لأني أعلنت النسيان 
سأدع لك بشاعة النهاية
 أما أنا فسأكتفي بجمال البداية
 و نبض البداية
 و حكايا البداية
و لهفة البداية
لأني أحب أن أصنع القصص الجميلة
 و أنسى دنيئاً يعبث بها 
....


و الآن حلوا عني بعيداً فأنا أحمل شهادة من جامعة النسيان 

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

نسيتُ أن أَنسى ~


على مشارف ذاكرتي
أرتشي كوب النسيان 
جرعة تتلوها أخرى
الخمسة ..العشرة..المائة..الألف
عند شروق الشمس و غروبها
لكن ذاكرتي بمناعة ضد النسيان
كومة من الذكريات
تقطن الذاكرة
لها آسرة
لا ترحل .. لا تمحى
....
منذ الرحيل لم أنسى شيء
لم أنسى أن أسهر
لم أنسى أن أنتظر
لم أنسى موعد التحديق للقمر
كل ليلة
لم أنسى تلك الدقائق
التي أشعلت بفكري الحرائق
لكني نسيت أن أنسى 
نعم نسيت أن أنسى !
....
أشتهي النسيان
أعرف أنه مُحالٌ..مُحال
أن الذكرى لا تموت مُحال
لكني أشتهي !
في كل مرة يولد في قلبي نسيان 
تولد ذكريات في ذاكرتي من جديد
لذلك وضعت دفتراً أسود
لأكتب فيه حين أنسى
إلى الآن لم أخط به حرفاً !
لأني نسيت أن أنسى !
....
حتى النوم غدر بي
لم يعد مفر من زمجزة الذكرى
بل أصبح مولداً لها
حين ينجذب رأسي لوسادتي
تُشرِّع الذكرى أبوابها
أدخل لتلك المدينة
 صوت الذكرى يدوي بها
غزاها فيضان مشاعر
غارقة هي تلك المدينة .. غارقة
و غرقت أنا بها
لا منجد و لا يد تنتزعني
من كوابيس الذكرى
بعد أن كان السرير ملجأة راحة
تحول لكمين
أقع به ليصل لي العدو
للذكرى السخيفة
....
السرير ليس آمناً البتّا
لشخص ينشد النسيان 
يحدث أن تصحو و تكون وسادتك مبللة !
إذاً كنت تبكي و أنت مستغرق في سباتك
كيف!
ذلك أننا ننام و جرحنا يبقى مستيقظاً
لا ينام
النوم ما عاد فرصة للنسيان
فالذكريات تستلقي على سريري
....
ألا توجد محرقة للنسيان
مردم ذكريات
مقبرة حكايات
لأرمي بها كومة حماقاتي !
أو حتى أقراص تمحي الذكرى
في صيدلية أو مشفى 
أكره سخافاتي التي ترتاد ذاكرتي 
ذكائي !
ما هو إلا وليد لغباء سابق 
....
كم أخلصت للنسيان !
لكن ذاكرتي خانتني 
لم أعد أعرف وقع خطبها
يا نسيان
هات يدك
لنمشي سوياً
في مدن الذكرى
و ننفض منها غبار عكر
لتكون عبرة
و أُدندن [أنا بدي أنسى امبارح ]