أود أن أقول لك شيئاً واحداً فقط في أذنك اليمنى: الدنيا لا
تليق بنا ، و نحن لا نليق بها ، نحن أفضل من أن نعيش فيها ، موطننا في الأعلى .
ارفع بصرك قليلاً ، حدق في السماء ، هل ترى ؟ نحن من هناك ،
سنعود للوطن يوماً ما ، حواء و آدم كانوا هناك ، إذاً نحن من
هناك لسنا سكان الأرض ، بل السماء ، لذلك ،لا أريد أن أعود للوطن
دونك ، إذاً اعطني يدك ، أعدك أني لن أتركها حتى نصل لوطننا الأم و يقال لنا "
ادخلوها بسلام " للجنة بإذن الله ، و حتى ذلك اليوم المنتظر ،
أعدك أن أجعلك تحب الحياة و أن أحنو عليك دائماً كأن أمك استودعتك أمانةً
في عنقي ، أن أتحلى بالصبر الذي يقتضيه ميثاق الحياة .. القلوب و الحُب ، أن أتحدث
عندما تحتاج لعنفوان كلماتي و أن أشاركك الصمت حين لا تحتاج للحديث ، و أن أتجاوز
خلافاتنا حول الصور ،أعدك أن أقاسمك ضحكاتك على كرسي الحديقة الصدئ
، أن أقاسمك دمعاتك ، حزنك و أحمله بين أضلعي كل ليلة ، أن أشتم معك عبير
الورود المعشقة برائحتنا ، بالطهر ، بالحب ، بالوفاء و الكثير من الحنين ، أن أسمع
معك هسهسات المطر في صباحات الشتاء ، أعدك أن أحيا في دفئ قلبك ، و أدعوه بـ موطني
.لأني أدرك أنك في أعماق روحي ، أنه مهما ضعنا في سراديب الحياة
فإننا سنعرف روض العودة سوياً ، و قبل أن أضع النقطة الأخيرة ، سأخبرك شيئاً
أخيراً : أنك ستبقى في ذهني حكاية جميلة ، رواية لا تنتهي ، أسطورة خالدة مخلدة
باقية ، تسقي القلب ترياقاً من نعيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق