في ليلة ماطرة و سماء ملتحفة بالسحاب
يتوسطها قمر خجول مختبئ خلفها كطفل
كنت أحدق للسماء ، أفكر بليلة الأمس البعيد عندما اتفقنا
أن نرى القمر بالوقت ذاته
بالساعة بالدقيقة بالثانية ذاتها
قلت لي احكي مافي قلبك للقمر لا تجعلي حرفاً يختبأ بين
أضلع قلبك
هو يسمعك و أنا أسمعك
القمر سيخبرني بكل شيء
فقط أنظري إليه بكل حب بكل إطمئنان و شراحة صدر
ضعي يداك على قلبك و قولي ما يختبئ في جوفه
صدقت تلك الخرافة كالأطفال
و فعلت ما قلته حرفاً حرفاً
ضممت يدي لقلبي و أنا أردد سأحكي للقمر كل شيء سأحكي له
ظللت طيلة ليلتي أحكي للقمر عني و عنك
عن جنوننا و طيشنا
أحكي له عن حبي لك
عن عشقي بك الذي جعلني أكتب بجنون نزار
و أحلم بأمل قيس ليلى
أسأله إن كنا سنبقى معاً حتى ندفن أم لا؟
أرجوه أن لا يبعدني عنك كي لا ينكسر ذلك الشيء الصغير
القابع أيسر صدري
أطلبه لقاءً تحت سماءنا
لتزهر وجنتي خجلاً و أختبئ خلف الشجر بخجل و خوف و شوق
و أمشي حافية القدمين لك
و أوقف عقارب الساعة لتشهد ما لم يشهده الزمان
لو كان للساعة أن تتنفس لكانت شهقت بدهشة
و لو كان لها أن تعزف لعزفت التايتينك لنتراقص عليها
...
أما الآن انقلبت الموازين
فأنا أحدق بالقمر وحدي
أضم يدي بحسرة بحنين بشبه ضياع
أسأله عنك بدلاً من أن أحكي قصتنا له
أرجوه أن ينتزعك من أعماق أعماقي بدلاً من أن لا يبعدك
عني!
أطلبه أن لا يكتب لقاء حتى و إن كان ثانية واحدة
أو صدفة و لا حتى لمحة خاطفة على بعد أمتار
فقد أصبحت أمقت اللقاء كثيراً كثيراً أكثر مما كنت أتلهف
له
ليلتها كنت كطفلة يتيمة تحكي لأمها عن أبيها الغائب
و ظللت أسألني
هل للحب بداية و تبكي السماء ؟
هل لقصتنا نهاية و للحكاية حكاية ؟
هل للحياة حياة ؟
و هل يبكي الفرح و يضحك الحزن يوماً؟
...
هذا ما حدث ذات ليله و هذا ما يحدث لي كل ليلة
و هذا ما سيبقى يحدث كل ليلة
بنفس الوقت بنفس الدقيقة بنفس الثانية
و لكن !
يختلف السناريو و سأختلف أنا ذات يوم
لن أبقى على ما أنا عليه
سأجد مخرجاً لذلك
هذا وعد يا نفسي
هذا وعدٌ